فستان الزفاف.. لماذا عرفه العالم باللون الأبيض؟
حتى أوائل القرن التاسع عشر، كانت النساء من الطبقة الراقية يرتدين ثياباً حمراء وزاهية اللون في يوم زفافهمن، في حين ارتدت العرائس من الطبقة الدنيا فساتين سوداء اللون... فكيف صار اللون الأبيض السمة المميزة لفستان الزفاف اليوم؟
لم يكن اللون الأبيض موجودا سابقا ضمن الاختيارات، فلم يكن من الحكمة آنذاك شراء فستان لارتدائه مرة واحدة، ولذا كانت العرائس تختار أجمل ما يمتلكنه، لارتدائه في يوم الزفاف.
بدأ هذا التقليد في العصور الوسطى، ولم تكن الملكة فيكتوريا أول عروس ترتدي اللون الأبيض يوم زفافها، فعلى سبيل المثال سبقتها الملكة ماري ملكة أسكتلندا في ارتدائه، حينما تزوجت فرنسوا الثاني في عام 1558. ولكن الفستان الأبيض تحوَّل لسمة تُميِّز فساتين الزفاف، بعد أن ارتدته الملكة فيكتوريا في حفل زفافها.
وقد إختارت الملكة فيكتوريا اللون الأبيض باعتباره رمزاً ''للنقاء الجنسي''، كما أنه كان اللون المثالي لإظهار رقّة الدانتيل على الثوب. كما كان ارتداء اللون الأبيض دليلاً على الثراء، بسبب تكلفة تنظيفه المرتفعة.
فماذا عن خواتم الزفاف؟
عُثر على أول دليل مسجل على ما قد نعتبره رائداً للعادات الحديثة لتبادل الخواتم، في لفائف مصرية قديمة يرجع تاريخها إلى أكثر من 3000 عام. تصوّر الكتابات الأزواج الذين يقدم بعضهم إلى بعضٍ حلقات مضفّرة من القنب أو القصب. نظراً إلى أن هذه المواد لم تدُم طويلاً، فقد استبدل الأزواج في النهاية الخاتم الهش بآخر مصنوع من الجلد أو العظام أو العاج.
وتُظهر ترجمة الهيروغليفية أن المصريين يعتقدون أن الحلقات تمثل التزاماً ثابتاً وحبّاً أبدياً بين الزوجين، لأن الدائرة ليست لها بداية أو نهاية.
أما عن سبب وضع هذه الخواتم اللامعة في الإصبع الرابعة باليد اليسرى خلال الحفل، فهو اعتقاد الرومان القدماء أن الوريد في هذه الإصبع باليد اليسرى متصل بالقلب، ولذا أطلقوا عليه الوريد "أموريس"، أي وريد الحب.
وكعكة الزفاف؟
أما عن تقليد إحضار العريس كعكة الزفاف كواحد من المراسم الأساسية في حفلات الزفاف، فقد ظهرت بتصميمها الحالي في العصر الفيكتوري، رغم وجود سلائف في حفلات الزفاف الرومانية والعصور الوسطى.
وقد كانت الملكة فيكتوريا أول من صُنع في حفل زفافها كعكة بيضاء مرتفعة، وعليها صورتها بالأعلى، وبهذا عززت الملكة فيكتوريا ارتباط اللون الأبيض في فستانها وكعكة زفافها بعذرية المرأة وخصوبتها.
والشكل المتعارف عليه لكعكة الزفاف يتكون من ثلاثة طوابق، مرتَّبة بحجم تنازلي للأعلى، وكانت تشير إلى خصوبة المرأة الإنجابية، بحيث تمثل الأدوار الثلاثة الزوج والزوجة والذرية، ويقال أيضاً إن الجزء العلوي من الكعكة كان يُحتفظ به لحفل تعميد الطفل الأول.
كما قيل إن الوظيفة الأساسية لكعكة الزفاف في العصر الفيكتوري كانت تمثيلاً رمزياً للعروس، فالشكل المخروطي الضيق من الأعلى والمتَّسع من الأسفل باللون الأبيض، يشبه العروس في فستانها الأبيض، كما كان يطلَق عليها آنذاك كعكة العروس وليس كعكة الزفاف. وبدأ تمييز الكعك بشكله المرتفع عن الخبز في أواخر القرن السابع عشر بعد الثورة الصناعية، وبعدما أصبح السكر متوفراً بسعر معقول. قبل ذلك، كان الكعك المعروف ما هو إلا خبزاً مسطحاً مميزاً، ربما يشبه الفطيرة الحديثة.